Article

فلسطين - سوريا : يومان لتكريم نضالات التحرير

Cette image n'a pas de description...

إن رعب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والتي أتت بعد 75 عامًا من الاستعمار والسحق، يتردد صداه اليوم في المآسي التي شهدناها في سوريا لمدة 13 عامًا. في جميع أنحاء العالم، في فلسطين وسوريا والكونغو والسودان وأوكرانيا، تعد الحروب والغزوات أكثر الوسائل فعالية لخنق الغضب والثورات التي قامت فيها الشعوب في العقد الماضي.

ومع ذلك، فإننا لن نستسلم. نتابع النضال من أجل ذكرى الذين سقطوا و نصرة لمن لا يزال يقاتل و يتحدى كل محاولات سحق ثوراتنا العادلة. 

في كل عام، في شهر آذار/مارس، نحتفل بصرخة الحرية، صرخة الشباب، صرخة الشعب الذي يواجه بلا حول ولا قوة الآلة القمعية للنظام السوري. نردد بلا كلل الشعارات التي حملتها الثورة السورية و شعوب المنطقة  “الشعب يريد إسقاط النظام”، ونتذكر الكلمات الحكيمة في اللافتات التي رفعتها كفرنبل.

احتفلنا هذا العام بإصرار السويداء على مواصلة النضال و التذكير بحق الثورة و مطالبها. و احتفلنا أيضًا بالشعب الفلسطيني ونضاله، في جميع أراضي منفاه وبالطبع على أرضه. النضال بلا هوادة ضد دولة الفصل العنصري والاستعمار في غزة والضفة الغربية و باقي الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.

إننا نحتفي بالجرأة على الاستمرار في الحلم بالحرية، بعد قناعتنا بأن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار 2011. وأن فلسطين ستتحرر من الاحتلال الاستعماري. بالنسبة لنا، إن الإشادة بثورات ومقاومتي الشعبين السوري والفلسطيني هي وسيلة للتذكير أنه في خضم هذا الحاضر المظلم، هناك دائمًا أمل، واسمه الثورة.

سوريا وفلسطين

حاولنا في هذه الفعالية أن نتحدث عن القضية الفلسطينية والثورة السورية معاً. لا ينبغي أن يكون هذا صعباً أو مفاجئاً، فبالنسبة للعديد من السوريين/ات والفلسطينيين/ات، نحن جزء من شعب واحد قسمته القوى الاستعمارية الغربية إلى عدة دول. اليوم في فلسطين، هناك احتلال استعماري، و في سوريا، هناك نظام شمولي. نظام الأسد كالحكومة الإسرائيلية مجرمين حرب او إبادة جماعية.

أردنا أن نذكر أن خلال سنوات الثورة إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين/ات انتفضوا ضد النظام في اليرموك وأماكن أخرى. منهم/ن تعلمنا النضال من أجل الكرامة والإصرار حتى النصر. وأردنا أيضًا أن نتذكر ونشيد بجميع الفلسطينيين/ات الذين هتفوا تضامنهم/ن مع قضيتنا. عار على كل من يحاول هنا أو هناك تقسيم قضايانا ومعارضة نضالاتنا اليوم باسم خطاب منافق يلبس ثوب "معاداة الإمبريالية".  

في باريس، لقد فهمنا في الأشهر الأخيرة أنه لسوء الحظ لا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه لتحقيق وخوض معركة مشتركة تجمع بين السوريين/ات والفلسطينيين/ات بالأقوال والأفعال.

بالطبع كنا نود أن نرى، عندما تم سحق ثورتنا على يد الأنظمة السورية والروسية والإيرانية وحزب الله، نفس حركة التضامن التي تناضل اليوم من أجل وقف إطلاق النار في غزة. كنا نود أن نرى الحشود في جميع أنحاء العالم تسير في الشوارع لمعارضة التعذيب والاغتصاب والتفجير والمجاعات التي نظمها الأسد وحلفاؤه في حصار حلب أو حمص أو الأسلحة الكيمياوية التي استخدمها في الغوطة. كنا نود رؤية تضامن عبر للحدود مع ملايين الثوار في سوريا الذين انتفضوا ضد الاستبداد ومن أجل الحرية. لكننا نعلم أنه لكي نرى مثل هذا التضامن مع سوريا أو مع أي من الثورات العادلة الأخرى في يوم من الأيام، يجب علينا أن نستمر في التغلب، يوما بعد يوم، على المخاوف والعقبات التي تحول دون وحدتنا. أن نبنى حركة أممية من الأسفل لا تعرف الاصطفاف مع الدول و الحكومات.  

ولهذا، بوصلتنا هي الشعب: تظاهرت غزة عندما كانت حلب تحت القصف، في الضفة الغربية سمعنا أغاني الثورة السورية خلال مظاهرات الشيخ جراح، في إدلب هتفنا “غزة معك حتى الموت" بمناسبة الذكرى الـ13 للثورة السورية و في شهر رمضان، تم إرسال العديد من التبرعات من ادلب إلى غزة. ورغم كل هذا، يصر البعض على القول لنا « الأمور أكثر تعقيداً»  مفضلين الخداع الأيديولوجي المتعالي على صوت الناس على الأرض.

لمواجهة هذه المواقف، أفضل سلاح لدينا هو العون المتبادل بعيداً عن استغلال الدول الغربية والعربية والروسية والإيرانية لهذا النضال او تلك القضية. هذا ما أردنا أن نذكره في ذكرة الثورة السورية. لم يكن النظام السوري يوما حليفا للقضية الفلسطينية بحق. السوريين/ات منذ 75 عاما، وقفوا دائما إلى جانب إخوانهم وأخواتهم في فلسطين ضد الاستعمار الإسرائيلي.


شكرًا

شكراً لكل من ساعدنا في جعل هذه الذكرى لحظة قوية، سياسياً و إنسانياً. شكرا للفريق التقني. للفنانين/ات والمتحدثين/ات بالطبع. شكرا لإذاعة فرنسا على اهتمامها بنضالنا. شكرًا للبارول ارانت على الترحيب الحار. شكراً للأصدقاء من ميشيل فيرك و مهرجان سينما فلسطين و فجوات - انترسيتس و لجنة مونتروي فلسطين على مشاركتهم. شكراً للسيدة في السوق التي قدمت لنا كمية هائلة من النعناع والبقدونس. شكرا جومانا على الترجمة. شكرا للجمهور على حضورهم وكرمهم. سيتم التبرع بالأموال لمبادرة زراعية في فلسطين!

وأخيرا، شكرا لثوار السويداء وإدلب في جميع أنحاء سوريا على شجاعتهم وتصميمهم على إبقاء شعلة الثورة مستمرة.

 سنبقى على أمل أن نرى يومًا ما، في سوريا كما في فلسطين، سقوط الطغاة.

لنبني دارنا !